تاريخ صناعة السينما في الصين
تاريخ صناعة السينما في الصين.تعرف علي تاريخ صعود صناعة الأفلام في الصين، وكيف تطورت تاريخ ميلاد السينما الصينية لإنتاج أفلام عالمية تنافس السينما اليابانية . تعرف مع مدونة asiatio.com كيف تفوقت السينما الصينية على هوليوود حيث أصبحت ثانى أكبر سوق للأفلام فى العالم.
تفاصيل تاريخ صناعة السينما في الصين
نبذة عن تاريخ صناعة الأفلام في الصين
- تعتبر الصين واحدة من أقدم الحضارات في العالم ، يرجع تاريخها إلى أكثر من ٥٠٠٠ عام. في الوقت الحاضر تضم الصين خُمس سكان العالم ، حيث يزيد تعداد سكانها عن ١٫٣ مليار نسمة؛ حيث تمتد حدودها إلى أكثر من ٣٠٠٠ ميل من حدود روسيا ومنغوليا شمالًا ، والمحيط الهادي وكوريا شرقًا ، الى الهند وكازاخستان غربًا ، وفيتنام وبورما جنوبًا.
- كان يحكم الصين عدة سلالاتٌ حاكمة استعمارية أبقت شعبها موحَّدًا تحت نظامٍ مستقر في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية.
- كانت الصين تتمتع بالازدهار والتقدم لقرون عديدة ، ولكن تأثرت في القرن التاسع عشر بالهجوم الغربي عليها بحثًا عن مزايا تجاريةٍ مجزية ، حتى بدأت قوة الصين في الضعف و عاشت عصر الاضمحلال في ذلك الوقت.
- انهار النظام في الصين عام ١٩١٢، و تم تأسيس جمهورية صينية جديدة ، حيث حكمها سلسلة طويلة من أباطرة أسرة تشينج التي تحكم الحزبَ القومي الصيني (الكومينتانج).
- دخلت البلاد فيما بعد في حرب أهلية وحشية بين القوات الشيوعية تحت قيادة ماو تسي تونج، وبين الحزب القومي بقيادة الجنرال تشانج كاي شيك ، الا ان وصلت الى هدنة غير مستقرة بين الجانبين عندما قامت القوات اليابانية بمهاجمة الصين.
- استمر صراع الذي قام بين اليابان والصين من عام ١٩٣٧ إلى ١٩٤٥ .استأنف بعدها تونج وشيك القتال مرةً أخرى، حتى تم النصر في عام ١٩٤٩ للحزب الشيوعي بقيادة ماو.
- ت م تأسيس جمهورية الصين الشعبية على بر الصين الرئيسي ، بينما تراجع تشانج كاي شيك إلى جزيرة تايوان والذي أسس جمهورية الصين في المنفى.
- في ذلك الوقت كانت مقاطعة هونج كونج تستمتع بسلام وازدهار ، فقد كانت مستعمرة بريطانية ، حتى انتقلت سيادتها عام ١٩٩٧ إلى جمهورية الصين الشعبية .
اكتشف ايضا كل ما يتعلق التجارة الإلكترونية في الصين
1-تاريخ صناعة الأفلام باللغة الصينية من 1930 إلى 1949
لم تشارك الصين في اختراع السينما ، حيث كان حجر الأساس في أوروبا وأمريكا أولا. بحلول عام 1930 ، تحول صانعو الأفلام الغربيون الصين إلى بلد من الغرابة والقوالب النمطية.
كان المخرج الكوميدي هارولد لويد الشهيرفي هوليوود يعرض بشكل هزلي رسوما كاريكاتورية صينية ، لدرجة أن الحكومة الصينية احتجت أمام أمريكا.
تم تصوير الصين في الأفلام الغربية على أنها خيال أو مكان لممارسة الرزيلة ، ولكن بعد ذلك بدأ الصينيون أنفسهم في صناعة الأفلام. احتوت قصة بو وانشانغ الرومانسية التي صنعت في عام 1927 ، والتي ربما كانت أول قصة رائعة ، علي اصداء ايجابية في الصين وبدأت من هنا تاريخ صناعة السينما في الصين.
2-العصر الذهبي الأول لسينما الصين ، 1933-1937
في تلك الأحداث ساعدت في توجيه صناعة السينما في الصين؛ فقبل نشوب الحرب الأهلية، كان الأفلام تأتي من دول أوروبا ، وذلك في أول نصف قرن من عمر السينما. تشكل الأفلام الأجنبية نحو ٩٠ % من السوق الصينية. لذا قامت الصين بتقديم موجة يسارية تقدمية ، شكلت العصر الذهبي للسينما الصينية في ثلاثينيات القرن الماضي.
من ناحية أخري كانت أغلب المواضيع في تلك الحقبة تتخذ قالب الدفاع والكفاح عن البسطاء ومن اشهر افلام هذه الفترة على سيبل المثال:
- فيلم الطريق الكبير١٩٣٤ للمخرج صن يو والذي يطرح معاناة العمال في بناء طريق سريع خلال الحرب ضد اليابان.
- فيلم الإلهة ١٩٣٤ للمخرج وو يونججانج ، حيث تدور أحداث الفيلم حول فتاة شابة تضطر إلى العمل في البغاء من أجل توفير المال لولدها الصغير.
خلال تلك المرحلة، بدأ الكومينتانج في عدة اجراءات من اجل جعل الأفلام متماشية مع أجندته القومية على النحو التالي:
استبعاد الافلام الغير جادة او غير ذات قيمة ، بالاضافة ايضا الي استبعاد الاستديوهات من مُلاكها الأجانب.
2-العصر الذهبي الثاني للأفلام السينمائية الصينية (1947-1949)
أصبحت تلك السياسة المزدوجة في الرقابة من اشهر الركائز للسياسة الحكومية في ظل حكم الشيوعيين كذلك. أسس ماو تسي تونج جمهورية الصين الشعبية عام ١٩٤٩، كان يعتبر أن السينما في الصين أداةٍ قوية تساعد في توحيد البلاد. لذلك قام بدمج أستديوهات الأفلام الخاصة تحت سلطة الدولة، و قام بالتركيز علي الافلام السياسية التي تمجِّد الثورة وهزيمة الإمبرياليين والصراع الطبقي.
من اشهر افلام تلك الفترة في ظل حكم ماو على سبيل المثال:
- فيلم لاعبة السلة رقم خمسة ١٩٥٧ و تدور أحداثه حول وقوع البطلة في حب رياضي ، حيث انضم إلى الفريق القومي من اجل تحقيق انتصارات في المنافسة الدولية.
- فيلم الربيع في بلدةٍ صغيرة ١٩٤٨ ويحمل الفيلم طابع درامي ورومانسي قبيل الثورة الشيوعية.
- الثورة الثقافية الصينية عام 1966
عندما اندلعت الثورة الثقافية بين عامي ١٩٦٦–١٩٧٦ ، تم اغلاق أكاديمية السينما في بكين وتوقف الإنتاج السينمائي حينها.
في بداية الثمانينيات بدأت حركة الجيل الخامس في استعادة احياء السينما الصينية في بر الصين الرئيسي.
ومن أشهر رواد هذه الحركة تشين كايجي و جانج ييمو، فقد طُرِدوا من المدرسة خلال الثورة الثقافية وتم نفيهم إلى مزارعَ ومصانعَ بعيدةٍ .
في ذلك الووقت قام المخرجين الصينيين من الجيل الخامس بصنع صورًا جديدة رائعة للصين القروية ومن أشهر تلك الأفلام على سبيل المثال:
- فيلم واحد وثمانية ١٩٨٣
- فيلم الأرض الصفراء ١٩٨٤
- فيلم حادثة المدفع الاسود ١٩٨٦
- فيلم الحياة على وتر ١٩٩١
كما كانت هذه الافلام تحمل طابع الواقعية الاشتراكية ، حيث كان يفضِّلها ماو تسي تونج واعوانه. اما في عام عام ١٩٨٩ بدأت أحداث ساحة تيانانمن ، والذي ادي الي تحوُّل الصين إلى اقتصاد السوق ، والذي انخفض فيه التمويل الحكومي للسينما.
ظلت الرقابة الحكومية والنزعة الاستهلاكية ، حتى ظهر جيل جديد من صانعي الأفلام المستقلين الملقب بالجيل السادس .
ركز الجيل السادس في صنع أفلامًا واقعية سوداوية عن معاناه العمَّال الذين سُرِّحوا من عملهم ، وفتيات البغاء والفنانين. بالإضافة إلى ذلك تناولوا مواضيع حول صغار المجرمين و المهمشين الذين يعيشون على حدود المدن الصينية.
كما قاموا بإنتاج أفلام طليعية بشكل سري ومنها:
- فيلم أنذال بكين ١٩٩٣ للمخرج تشانج يوان.
- فيلم دراجات بكين ٢٠٠١ للمخرج وانج شياوشواي.
- فيلم مُتع مجهولة ٢٠٠٢ للمخرج جيا تشانجكي
حيث تم صنع تلك الافلام بميزانيات محدودة وكانت اغلبيتها يمنع عرضها في الصين ، وعلى الرغم من ذلك فقد انتشرت في المهرجانات و الإنترنت على اوسع نطاق. من ناحية أخري ساعدت استخدام التقنيات الجديدة في إنتاج وتوزيع أعمال الجيل السادس في التصدي الي النظام وإتاحة بدائل للأفلام المكلفة أو الممنوعة بشكل رسمي.
تعرف أيضا: تعلم اللغة الكورية للمبتدئين
3-ظهور هونغ كونغ وتايوان ، 1949 – 1966
وبينما كانت صناعة السينما تمر بكل تلك المراحل في بر الصين الرئيسي، هناك تطورات موازية في تايوان و هونج كونج ؛ حيث احتلت هونج كونج المرتبة الثالثة كأكبر صناعة سينما حول العالم بعد الولايات المتحدة والهند.
اصبحت هونج كونج مقرًّا لإنتاج وتوزيع الأفلام في شرق آسيا، كما فتحت اسواقا جديدة في أفريقيا وأوروبا و امريكا اللاتينية و الولايات المتحدة ، وطورت منتجاتها التجارية الهجينة عبر مجتمع الشتات .
كما برزت تايوان بعد عقود من العزلة تحت قبضة اليابان ، حتى تحررت وأصبحت ذات قوة مالية وإبداعية في السينما باللغة الصينية.
في بداية التسعينيات بدأ المخرجون الصينيون في صناعة أفلامهم في هونج كونج بمساعدة غربية. واستمر حينها اول فيلمٍ وطنيٍّ طويل مقتبسًا من أوبرا صينية، في امتلاك صدي قوي على أفلام هونج كونج لعدة سنوات.
4-التغيير السياسي والثقافي في تاريخ صناعة السينما في الصين
في ثلاثينيات القرن العشرين، بدأت ظهور السينما الناطقة و صناعة الافلام باللهجات المحلية ، مما أثار الكثير من المشكلات. حيث أصبحت هونج كونج مركزًا لإنتاج الأفلام بالكانتونية التي يتحدث بها السكان من جنوب الصين.
وذلك بعد أن بدأت حكومة الكومينتانج في فرض سياسة صناعة الافلام باللهجة الماندارين، الذي يتحدث بها في شمال البلاد.
زادت شعبية الأفلام الوطنية خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية ،وذلك بعد دعم تدفق اللاجئين من شنغهاي، وعندما استعاد البريطانيون حكمهم في عام ١٩٤٥.
اشتعلت حدة الحرب الأهلية داخل الصين، وبدأ اعداد المهاجرين من الجنوب في تزايد ؛ حيث عادت الكانتونية ونمت بقوة في صناعة السينما في هونج كونج ، و ظلت مصدِّرة أفلام قائمة علي الفانتازية للمبارزة بالسيف وأفلام فنون القتال ، والميلودراما العائلية ، و الأوبرا الكانتونية.
باتت صناعة هذه الأفلام باللغة الكانتونية والماندارين ، مع ترجمات مرئية انجليزية وفقا للقانون البريطاني. كما ساعد أستديو شو و أستديو جولدن هارفست خلال سبعينيات القرن العشرين، على ازدهار أفلام الكونغ فو.
وأصبح بروس لي وجاكي شان من أشهر رموز افلام الحركة العالمية ، حيث رفعت الصناعة المحلية للسينما من قيم الإنتاج، وقامت بتطوير نماذج فريدة في تنفيذ المؤثرات البصرية و المشاهد الخطرة.كما دمجت تسويق ثلاثي قابل للتصدير من الكوميديا و الجنس والأكشن.
تراجعت صناعة السينما كثيرا بعد تسليم سيادة هونج كونج إلى جمهورية الصين الشعبية في عام 1997.
تعلم اللغة الصينية للمبتدئين من الصفر
مراحل تطور السينما في جزيرة تايوان
هناك عدة مراحل تطور السينما وسنتعرضها معكم على النحو التالي:
- في عام ١٩٠١ – ١٩٣٧، تأثرت صناعة السينما بالثقافة والتقاليد اليابانية وذلك بسبب الاحتلال الياباني علي تايوان. من اشهر تلك التأثيرات وجود مؤدي البينشي الذي كان يقدم سردًا حيًّا في الأفلام الصامتة.
- عند استيلاء الكومينتانج على تايوان عام ١٩٤٥، قام بإنتاج الأفلام باللهجة الماندرين من منظورٍ قومي.
- في الستينيات بدأت هناك التطور و التحديث السريع في الاستثمارات والترفيه التجاري في أفلام هونج كونج.
- اشتهر العديد من المخرجين المستقلين خلال فترة ثمانينيات القرن العشرين ، ومن ابرزهم شياو شيين وإدوارد يانج الذين فازوا بجوائز عالمية.
ومن اشهر افلامه على سبيل المثال:
- فيلم مدينة الحزن ١٩٨٩
- فيلم محرك العرائس ١٩٩٣
خلال التسعينيات القرن العشرين، تزايدت الصناعة السينمائية في تايوان وهونج كونج وتايوان والتي تسمى بالمناطق الثلاث. بسبب زيادة تكاليف الإنتاج الباهظة بسبب مواقع التصوير والعمالة وانخفاض انتاج صناعة الأفلام في جزيرة تايوان من 215 فيلما اللي 33 فيلما فقط في عام 1992 ، بدأت هونج كونج في الاعتماد على الصين في إنتاج الأفلام.
بدأت رءوس الأموال ل الاستثمارية في التدفق بحريةٍ أكبر عبر مضيق تايوان. في عام ١٩٩٣، كان تمويل الأفلام المصنوعة في جمهورية الصين الشعبية هو تمويلٍ أجنبي. وقد بدأت حكومة الصين في تطبيق سياسة استيراد الأفلام الكبرى مع مشاركة المنتجين إيرادات شباك التذاكر بداية من عام ١٩٩٤.
من أشهر تلك الأفلام على سبيل المثال:
- فيلم الهارب ١٩٩٣
- فيلم فورست جامب ١٩٩٤
- فيلم المعلِّم السكران ١٩٩٤
في النهاية وختام مقالنا حول تاريخ صناعة السينما في الصين ، فقد أصبحت شعبيّة الأفلام الصينية في تزايد، واكتسب شهرة في جميع أنحاء العالم. كما زادت حجم الانتعاش في صناعة السينما الصينية ، كما أصبحت ضيفا في عديد من المهرجانات الدولية.